الاثنين، 2 مارس 2020

أقطاب العالم ، الجزء الاول (امريكا)


بسم الله الرحمن الرحيم

أقطاب العالم

منذ قديم الازل وتتكون دول وتحالفات وعداوات بينهم ويكون هناك دائما دول تمثل القوة والريادة ويتسابق إليها الدول الصغيرة للتحالف معها طلباً للحماية طوعاً او قهراً ، فنجد انه ومنذ القدم نشأت دول كبيرة او اقطاب ينافسون بعضهم علي سيادة العالم المعروف انذاك ولا يتراجعوا ابدا عن هذا الهدف ولو حاربوا بعض الف معركة ومعركة فالسيادة امر مصيري لتلك الأقطاب لضمان استمراريتها ، فالأغريق والفرس ثم الروم والفرس حاربوا بعض مئات السنين وكانوا قطبين كبيرين للعالم وكان لكل منهم اتباع من الدول والقوي الصغيرة يحالفونهم ويحاربون معهم او بالوكالة عنهم .
وفي كل عصر يظهر في العالم اقطاب قوية تحكمه وتحركه للمسار الذي ترسمه لتحقيق مصالحها .
الأن يوجد في العالم قطبين او ثلاثة بل اكثر ربما يوجد اربعة اقطاب منهم اثنان ظاهران بقوة وينافسون بعضهم تارة وتارة يتحالفون في صد عدو مشترك والقطب الثالث هو قطب صاعد يراقب الاحداث عن بعد ونادراً عن قرب ، ودائماً ما ينمي قدراته إستعداداً لما هو قادم ومتوقع منه ومن باقي الأقطاب ، أما القطب الرابع فهو قطب مازال ينموا ورأيناه في اكثر من مناسبة يظهر وبقوة ويحارب بعنف شديد اعدائة لكن ما يلبث ان يصعد إلا ويتحالف عليه باقي الأقطاب في محاربته والقضاء عليه ، ولكن ما يلبث ان يرجع مره اخري في ثوب جديد وفي مكان مختلف عن الذي قبله .

اقطاب العالم الحالي
في رأيي هم أربعة اقطاب
1-     الولايات المتحدة الامريكية
2-     روسيا
3-     الصين
4-     الأحزاب الإسلامية القتالية و التنظيمات الجهادية
ولكل قطب حلفائه واعدائه إلا الأخير فالواضح ان الكل يعاديه لأسباب سنستعرضها عندما نأتي علي ذكره في نهاية هذا الكتاب .

الولايات المتحدة وروسيا اعداء نعم ولكن لن يدخلوا في حرب كبيرة تُدمرهم ، لقد اتفقوا علي التفاهم فيما بينهم ايام الاتحاد السوفيتي ، بمعني دعونا ننسي فكرة ان تقوم حرب شاملة بيننا وبينكم، يحارب فيها الجندي الروسي الجندي الامريكي وجها لوجه فهذا اشبه بحرب ابادة جماعية لتلك القوة ولا يريد الطرفان ان يحدث امراً كهذا ، لكن دعونا نتفق علي امر،ان لن نتفق ابداً فكلانا اعداء ولكن عندما تتعرض مصالح اي منا لخطر فلن نختلف ، والأدلة كثيرة وملموسة في هذا السياق مثل محاربة تنظيم الدولة الذي مثّل خطراً علي الدولتين العظمتين بل وعلي القطب الثالث الصين التي ارسلت قوات الي سوريا لمحاربة هذا التنظيم الذي وان تعاظم وكبر ليهدد وجود الصين علي الامد البعيد ، نفس هذا التحليل الذي جعل الامريكيين ومعهم الاوروبيون وعلي رأسهم فرنسا في ان يحاربوا تنظيم الدولة حتي القضاء عليه .
الأمر واضح هنا فهناك شيُ يهددنا جميعاً فلنحاربه جميعاً
سأستعرض في هذا الكتاب
أ‌-                 ميزان القوة بين الاقطاب الأربعة
ب-تعريف الهيمنة والقوة المهيمنة علي العالم حالياً
ج-مستقبل الصين كقوة عظمي في العالم
د-مستقبل أمريكا كقوة عظمي في العالم
ه-موقف الروس من القوة العظمي
و-الحرب الشاملة

أ‌-     ميزان القوة بين الاقطاب الأربعة

الفصل الأول – الولايات المتحدة الأمريكية .

هي الدولة الأقوي عسكرياً وإقتصادياً هي المهيمن علي العالم المتحكم في قرارات كثير من الدول ، تصريحات رئيسها تحرك أسهم البورصة هبوطاً وصعوداً وتقلق مضاجع اقوي مدراء الشركات واقوي الرؤساء في العالم .
لم يشهد العالم الحديث قوة بمثل قوة الولايات المتحدة من قبل حتي بريطانيا في اوجه قوتها لم تكن بمثل هذا الجبروت ولا فرنسا ولا غيرهم من الدول الأوروبية صاحبة المستعمرات في كل اصقاع العالم .

هذه الفدرالية المكونة من 50 ولاية محكومة بشكل شبه محلي تمتلك أقوى جيش في العالم دون منازع مع أكثر من 800 قاعدة عسكرية حول العالم (للمقارنة فرنسا وبريطانيا وروسيا تمتلك مجتمعة 23 قاعدة عسكرية فقط خارج أراضيها) بالإضافة لاقتصاد هو الأقوى في العالم ومستوى معيشة واستهلاك من الأعلى بالطبع.
الدكتور جوزيف ناي يعتقد أن أميركا ستظل القوة العظمى الأولى حتى بعد عام 2050. الدكتور جوزيف ناي هو أستاذ العلوم السياسية بجامعة هارفارد.

واحدة من الأمور التي يتم تناسيها كثيراً عند الحديث عن الولايات المتحدة هي مساحتها الشاسعة والمتنوعة، فهي تمتد على مساحة 9.8 مليون كيلومتر مربع لتكون الثالثة من حيث المساحة بعد كل من روسيا وكندا، لكن على عكس هذين البلدين فالنسبة الكبرى من الأراضي الأمريكية قابلة للسكن والزراعة حتى مع كون مناخها متنوع للغاية من البرد الشديد في الشمال الغربي إلى المناخ الاستوائي في الجنوب الشرقي، وبينهما مناخات تتراوح من المتوسطي إلى الصحراوي الجاف مما يعطيها توزعاً أكثر انتظاماً للسكان من ناحية؛ وتنوعاً كبيراً في الموارد الطبيعية والقدرات الصناعية.
بالإضافة لكون الأرض التي تقع عليها الولايات المتحدة مميزة من ناحية ما تحتويه من ثروات، فالموقع الجغرافي بحد ذاته مميز للغاية، فهي معزولة جغرافياً كونها تقع على قارة مختلفة عن أي دولة منافسة، كما أن حدودها الشرقية والغربية هي محيطات عملاقة لا تسمح بغزوها منها، كما أن حدودها الشمالية والجنوبية هي مع بلدين حليفين حالياً وكانا لوقت طويل قوى أضعف من أن تحقق تهديداً على الولايات المتحدة، كونها كانت لوقت طويل أجزاء من امبراطوريات آخذة بالانهيار (المكسيك كانت تحت السيطرة الإسبانية، وكندا كانت تحت الهيمنة البريطانية ولا زالت حتى اليوم تحت التاج البريطاني بشكل اسمي على الأقل.
ينبغي ألا ننسى أن «أميركا هي بنت أوروبا» كما يقول الجنرال ديغول، وإن تفوقت البنت على الأم لاحقا.
كل هذا جعل من الولايات المتحدة القطب الاوحد والاول علي العالم .خاصة بعدإنهيار الإتحاد السوفيتي وتفرد امريكا بنسج خيوط السياسة الدولية وحدها او بمشاركة الحليف الاوروبي .
ضعف روسيا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي ادي الي تفرد امريكا لحد الأن لكن مع صعود بوتن سنة 2000 ربما تغير الامر قليلاً خاصة بعد تدخلات روسيا في سوريا بطلب الاسد .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق